زعلانة منك .... "قصة قصيرة "

= هو كل يوم دوشة وقرف ...
كانت هذة هي أول كلمة قالتها "ريم" حين إستيقاظها من النوم , رغم أنها كانت قد أخذت كفايتها تماماً من النوم.
خرجت من الغرفة لتجد والدتها في ثياب يغمرها العرق ومنديل رأسها مغطا بالأتربة
كانت تنظف المنزل فقالت لها " كدة على الصبح مش عارفة أنام "
ردت الأم بصوت منهك جداً "هو أنا بنظف لمين مش عشانكم"
قالت ريم بعصبية غير مبررة " طب كنتي أصبري لما انزل."
لم ترد الأم ولكنها نظرة لبنتها بغضب وأكملت تنظيف المنزل.
دخلت ريم الحمام سريعاً ثم أردت ملابسها وتزينت واتجهت لباب الشقة بخطوات غاضبة. ولم تنسى أن تقول جملة قاسية قبل خروجها - ظناً منه ان هذة الجملة ستأنب ضمير والدتها على هذة الضجة-  .. " على فكرة انا لسة بدري على محاضراتي بس نازله من الدوشة ونازله من غير فطار كمان "
قالت امها "سريعا طب استني افطري"
لم ترد ريم وأغلقت الباب بقوة وراءها وسمعت صوت امها من خلف الباب وهي تقول "زعلانه منك"
لم تهتم 

ذهب ريم لأول الطريق وقفت قليلا تنتظر الحافلة هي في المعتاد لا تركب هذه الخافلة بل تركب من مكان أبعد حافلة أخرى في العادة لا تكون ممتلئة مثل هذه ولكن عكس - عكس ما أخبرت والدتها - كانت متأخرة على محاضرتها.
 وفجأه سمعت صوت شاب يصرخ "أماااااه"
التفتت لتجد سيدة عجوز واقعة في الأرض من الواضح انها فارقت الحياة وشاب بجانبها يبكي ويقول "ماتت وهي زعلانة مني "

"ماتت وهي زعلانة مني "
" زعلاته منك"
"ماتت وهي زعلانة مني "
" زعلاته منك"
"ماتت وهي زعلانة مني "
" زعلاته منك"

تكررت جملة الشاب في رأسها مع جملة أمها التي سمعتها من وراء الباب "زعلاته منك"

لا تدري كيف وجدت نفسها امام باب منزلها والدموع تغرق وجهها . لقد قطعت كل هذة المسافة دون ان تدري كيف ودون ان تلاحظ انها تبكي . دقت الباب بقوة , فتحت امها الباب فرمت ريم نفسها في حضن امها . قالت الأم "مالك يا بت مين ضايقك "
ردت ريم بكلمة واحدة جعلت أمها تسكت ولا تسأل أسئلة أخرى بل اكتفت باحتضان أبنتها بقوة . ردت وقالت " أحبك "

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشيطان يلد أم يبيض؟

نصائح د. أحمد خالد توفيق للمرأه.

القصر الذي لا تتركة الاشباح , قصة قصر البارون الحقيقية