فرص ضائعة ..."قصة قصيرة "
= كان بالنسبة له اليوم طويل وممل ومعاد. لا شئ جديد , لو كان هناك شرح دقيق للملل سيكون هذا الشرح صور من يومه الممل .
كان يجلس في المقهى الراقي الذي اعتاد ان يجلس به بعد انتهاء عمله كا روتين يومي لإكمال يومه الرتيب. فوجئ بسيدة في مثل عمرة تقريبا - مان وجهها مألوف لحد فريب - تقف امامة وتبتسم ثم قالت :
ـ دعنا نتقابل اليوم عند البيت القديم الذي تربيت فيه وتعلمت فيه كل ما تعرفه الآن و قضيت طفولتك بين جدرانه.
ثم رحلت سريعا دون أن تقول أي كلمة إضافية .
ولكن بعد عدة خطوات وقفت والتفتت له وقالت في نبرة تشبة التوسل :
-لا تتأخر.
نظر لها وهي ترحل قي إندهاش ثم تحول شعورة إلى غيظ، وغمغم لنفسة متضجرًا:
ـ من هذه التي تمزح بهذا الاسلوب؟ - فكر في الأمر عدة دقائق ثم نسى الأمر تماماُ.
انغمس في عمله تماماً وفي أيامه المتشابهه
مرت الأعوام وتغيرا طبيعة عملة وتدرج في الوظائف وكلما ترقى في وظيفتة- وعكس ما هو متوقع - زاد ماله وزاد تشابه يومة .
ولكن بعض أن طويت الأيام ذكرى ذلك اليوم البعيد وتلك السيدة تماماً تكرر الأمر معه بعد عشر سنوات، ولو كان دقيق في حساباته لقال أنه نفس التاريخ تقريبا الذي رأي السيدة فية لكن بعد مرور كل تلك السنوات
والعجيب أن السيدة قالت نفس الجمل تماماً بنفس الأسلوب دون زيادة أو نقصان : " دعنا نتقابل اليوم عند البيت القديم الذي تربيت فيه وتعلمت فيه كل ما تعرفه الآن و قضيت طفولتك بين جدرانه."
أراد أن يسبها او يحرجها لكن فضل التغاضي عن هذا ونسيان الأمر.خصوصاً أنها رحلت سريعاً كما فعلت في ما سبق
كعادته نسى الأمر تماما
ولكن قبل ذكرى هذا اليوم بعشر سنوات أخرى وجد نفسه يتذكر كل تفاصيل المحادثتين السابقتين . من الجائز أن هذه الذكريات طرقت بابة لأنه أصبح وحيدا بعد خروجه ألى المعاش وموت زوجته وزواج أبنائه واستقلال كل منهم وتفرغهم لحياتهم الشخصية.
وقبل أن ينسى هذة الذكريات رأى المرأة نفسها وقد ظهر تقدم العمر في ملامحها، رأها في نفس المقهى الراقي الذي اعتاد ان يجلس به بعد انتهاء عمله قبل خروجه إلى المعاش وهو تقول:
ـ الموعد لا يزال قائمًا، لكن البيت هُدم و جدرانه صارت رمادًا.
ذرف دمعتين وسألها:
ـ أهناك مكان غيره نلتقى عنده؟
ابتسمت وقالت ساخره:
ـ هذه المرة لا يوجد أمامك سوى هذا المقهى نجلس ونتذوق طعم القهوة المرة.
تعليقات