هو أفضل من ان يكون متسول ."قصة قصيرة "
= وقف ذلك المتسول رث الثياب بجوار المطعم المشهور في ذلك الحي الراقي يلعن حظة وبختة السيء , هو أفضل من ان يكون متسول لقد درس حتى الرابع الأبتدائي ثم خرج من الدراسة بسبب ضعف مستواه الدراسي وظروف عائلته المادية, ليقف في ورشة تصليح مسجلات و راديو, وكان ماهر جداً جداً في صنعته .. ولكن مع اندثار المهنة تماما وظهور التكنولوجيا الحديثة لم يجد إلا التسول.
نظر داخل المطعم ليرى البذخ الواضح في الداخل وكمية الوجبات التي يُرمى أكثر من نصفها في القمامة .. هو يعرف ذلك لأن صفيحة قمامة المطعم هي خزين بيتة -اذا صح ان نقول على العشة الصفيح التي يسكن فيها بمفرده بيت - يجتمع هو وبعض المتسولين ليسابقوا الكلاب والقطط في جمع بقايا الوجبات من القمامة .
عيشة مزرية حقا لم يكن يتوقع يوماً أن يعيشها. ورجع يفكر في نفسه "هو أفضل من ان يكون متسول"
رغم أنه يعيش بالفعل حياة صعبة ألا إن ذلك اليوم كان أكثر صعوبة من كل الأيام , حيث ان امرأه سبتة حين حاول التسول منها وكعادة المتسولين ظل يتوسل اليها ويتبعها الى السيارة حتى نهرتة وسبتة
جلس يبكي وهو يفكر "هو أفضل من ان يكون متسول "
في وسط بكائه شعر بيد توضع فوق يده و شخص يضع بعض النقود الفضية في راحته .. تمتم ببعض الأدعية بدون وعي فهي على لسانه طول اليوم وهم بوضع النقود في جيبه , حين لاحظ ان من أعطاه النقود يمشي بطريقة غريبة .. أنه أعرج .. أعرج تماما وبشكل ملحوظ جدا , نظر الى اعلى قليلا ليجد ان احدى أكمام قميص الرجل معقودة .. يا إلهي ان هذا الرجل لة ذراع مبتورة.
كان صاحب الحسنة أعرج بذراع واحد ومع ذلك يرتدي جيدا ولا يتسول بل من المؤكد يعمل عمل ما.
نظر المتسول الى يديه و قدميه وعاد يفكر هل هو أفضل من ان يكون متسول !!
تعليقات