الضيفة

بعد الساعة العاشرة مساءاً بقليل ذهبت الطفلة الصغيرة للنوم في ذالك الفراش المتهالك في الغرفة الصغرة بجوار المطبخ . كانت غرفتها صغيرة لا تحوي سوى هذا الفراش ودولاب ملابس قديم فقط. حتى الأضاءة في الغرفة كانت مصباح وحيد ضعيف الأضاءة. تسألت في نفسها لماذا ينام أبويها في تلك الغرفة الكبيرة الفخمة ويتركاها تنام في تلك الغرفة الصغيرة . لم يدم تسألها طويلا حيث أنها غابت في النعاس سريعاً.

في صباح اليوم التالي أيقظتها والدتها بهدوء وقالت لها هيا أغتسلي سريعاً ثم تناولي فطورك. دخلت الفتاة إلى دورة المياة الصغيرة بجانب غرفتها, فهي لا تستخدم الحمام الكبير الخاص بوالديها أبداً. ثم ذهبت إلى المطبخ لتناول طعامها الشهي المكون من نوعين جبن على الأقل وخبز طري ولم تحاول حتى سؤال نفسها لماذا لا تجلس معهم على المائده الكبيرة.

كانت الأم هي المسؤلة عن اعداد الطعام والأب مسؤول عن إصلاح أي شيء تالف بالمنزل وكان يهوى عمل طبق السلطة والمشروبات, أما هي فكانت المسؤولة عن تنظيف وتوضيب المنزل أثناء وجود والديها في العمل, فقد كانت الأم دائماً تقول لها أنها ماهرة في هذا الأمر. كما كانت تقوم بغسل الصحون والأواني فكما كانت تقول لها أمها هذا شيء يحبة الأطفال. وكانت تقوم بغسل الملابس و نشرها ثم لمها بعد أن تنشف فكما كانت تقول لها أمها أن الغسيل يجب أن يكون في الصباح والشمس ساطعة, والأم لا تأتي إلا بعد مغيب الشمس. أما كي الملابس فكان مسؤولية الأم.

بإختصار هي عائلة متعاونة كل منهم له عملة ويساعدون بعض في المنزل . قد تكون هيا أكثرهم مهاماً في المنزل ولكن هذا لأنهم يعملون طول اليوم بالخارج.


لم يكن مسموح لها بالجلوس مع الضيوف حتى وإن كان مع الضيوف أطفال. تذكر مرة انه كان هناك ضيوف وكان موعد المسلسل الوحيد الذي يسمح لها أبويها بمشاهدتة معهم فخرجت من غرفنها وحاولت الجلوس بمكانها المعتاد على الأرض بجوار كرسي الأب لمشاهدة المسلسل فنهرتها الأم بشدة ... حسناً هي تفهم الأن جيداً انه من الخطأ الجلوس مع الضيوق.


في الواقع كانت أمها تسمح لها بالجلوس مع ضيفة واحدة كانت تأتي كل مدة تجلس مع الفتاة في غرفتها وتسألها بعض الأسأله على غرار "هل تأكلين جيداً ؟" , "هل يعملونك بلطف ؟" "هل مرضتي أو تعبتي؟" أسأله من هذا القبيل.. ثم تخرج الضيفة وتسلم على أمها فتعطي الأم الضيفة مبلغ من المال, تنظر الضيفة لها وتبتسم أبتسامة بلا معنى ثم تقول لأمها "خلي بالك من البنت يا ست هانم". وقبل أن تنصرف لا تنسى أن تبتسم للفتاة مجدداً وتقول لها: محمد و محمود بيسلموا عليكي .. هي لا تعرف من محمد ومحمود هؤلاء, في الواقع هي لا تعرف من هذه السيدة أصلاً ولماذا تسمح لها أمها بالجلوس معها.


في يوم سألت أمها من هذه الضيفة, أبتسمت الأم وفتحت علبة الحلوى فوق المنضدة الخاصة بالضيوف فقط وتناولت منها قطعة كبيرة من الشيكولاتة أعطتها للفتاة وقالت لها : سيأتي اليوم الذي سيمكنك فية وحدك إستنتاج من هذه الضيفة. .. ولم يكن هذا الرد كافي ,, لم يكن كافي أبداً.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشيطان يلد أم يبيض؟

نصائح د. أحمد خالد توفيق للمرأه.

القصر الذي لا تتركة الاشباح , قصة قصر البارون الحقيقية